الجمعة، 23 مارس 2012

امنيات

هناك في مكان هادئ..و على أرض فضيه..
يوجد بيت صغير ..
منعزل كساكنته..
هي..كانت تملك حقلا فسيحا تطل عليه شرفتها..
تزرع فيه نجمات الامنيات..
كم كانت تتعجب من هذه البذور شبيهة قطرات الندى كيف تكبر لتكون 
تلك النجوم البديعه..
البذور كانت دموع عاشقات صغيرات..
يجمعها القمر في ليال يكتمل فيها بدرا..
و يحفظها لهم لتصبح نجوما قد تتحقق..
تكبر النجوم في التربة الفضيه..
فتأتي لهم الشمس نهارا لتعلمهم كيف يكونوا نجمات صالحات مثلها..
و ليلا..هي كانت تغني لهم ..
فيتمايلن على نبرات صوتها العذب..
و تحكي لهم عن امنياتها التي كانت تملك..
و عن أيام ظلت بها خلف نافذتها..بانتظارهم
عساهم يأتون..لكنهم لم يفعلوا
فجمعت كل امنياتها و بعض احلامها..
و قررت ان تذهب بعيدا ..
وحيده مع القمر فقط ..
لتحصل كل أعوام على بعض الامنيات..
فتلقيها بعيدا ..
و تراقبها تهوي في سماء صافيه..عساها تحقق امنية شخص ما..
لم تتحقق لها أبدا.

الثلاثاء، 20 مارس 2012

في ركن ما..

في ركن ما من اركان بيتنا العتيق..
هناك هذا الاناء الزجاجي..
له غطاء ابيض كبير..
كنا يوما ما نحفظ به قطع حلوى لذيذه..
و هي..كانت اخر ما تبقى منها..
تسكن الاناء منذ ازمان بعيده..
لم تعرف سواه..فأحبته..
رسمت على جدرانه شمسا ذهبيه..
و نجوما لامعه بجوارها ..
و طيورا لم تتعلم الغناء تحلق فوق أشجار زجاجيه..
غرست بذورها من سنين مضت..و نبتت بثمار بلا لون..
و لا رائحه..
هي لم تكن تعلم ان للثمار رائحه كرائحة الزهور التي لم ترها يوما..
لذلك كانت بها سعيده و حولها كانت تلعب و تلهو مع النجمات الصغيرات..
 و صنعت ارجوحة على فروع الاشجار اصدقائها..كم كانت تهيم بها..
تقضي عليها معظم ايامها..
و للشمس الذهبيه كانت تبوح بأسرارها..
دون كلمات كثيره..لأنها تفهم لغة عينيها..
كم كانت سعيده..
لم تعلم انها يوما ما ستسمع النجمات يولون بنغمات خائفه دون شمسهم التي بها يحتمون..
و الطيور الخرساء لم تحلق كعادتها..
و قبل ان تسأل لماذا ؟؟او من؟؟
صخرة هائمة حطمت كل ماكان..
النجمات..الشجر الزجاجي..
و قلبها ايضا.

الخميس، 15 مارس 2012

و روح أخرى هناك..لم ترحل

فقط الارواح تهيم لا محدد لوجهتها..
عندما تشتاق الروح لا يمكنك اتهامها بالكذب..
عندما تحب أو تكره لن تصفها بالنفاق..
فالارواح تبقى طاهره..
كقطرات المطر تظل نقيه..
 و روحي تشتاق..
تهيم في طريق طويل..
تملأه أشجار في كل مكان..
و عالم يكسوه لون أبيض يتألق تحت شعاع شمس ذهبيه..
شمس أطفال يلهون ..ضحكاتهم تعلو حتى السماء..
و ليس به قمر فضي حزين..
فهذا عالم بلا حزن ..
بلا ألم ..
فقط شمس ذهبيه..و أنا..
و أرواح أطفال يضحكون.

الثلاثاء، 13 مارس 2012

لون بلا اسم..

كانت هي كل ما لديه..
كانت تغنيه عن كل البشر سواها..
وهي..كانت تهيم به.
كثيرا ما كان يسخر من مشيتها المضحكه..
تضحك لضحكته..
و تسخر من أسنانه المفقوده التي تجعل كلماته مضحكة..
فيعلو صوت ضحكاتهما معا..
كم كان يحفظ كل خط خطه الزمان بوجهها ..
و كل تجعيده تتشكل عندما تبتسم..
و كل شخصية من شخصيات حكاياتها الخياليه..
كل قزم و كل أميره و فارس دائما ماكان له اسمه..
لتطير به بعيدا..
الى عوالم أخرى..و بشر أصبحوا جزء من أحلامه..
 فيتغير بصوتها الزمان و المكان..
يضيع الزمان و هي هناك..
يتبدل المكان و يظل صوتها يملأه..
عشق كل نبرة من نبرات صوتها الحنون..
كان يتسلل ليلا اليها..
يتأمل نومها الهادئ و أنفاسها المنتظمه..
و بها يطمئن..
صنعت له يوما دمى ورديه مبتسمه..تغني..
غضب لأنها ورديه..الوردي لون الفتيات..
فقالت بل لون الحب..
لم يقتنع..لكنهم ظلوا أصدقائه..
استيقظ يوم على صمت رهيب..
 لا يعطره صوتها ..و لا ينيره بريق خصلات شعرها البيضاء..
و لم تعد الدمى مبتسمه..و فقدت لون الحب..
لتكتسي بلون آخر لا اسم له..
لون الرحيل القاتم..
ليصبح هو بعدها..دمية أخرى. 

الأحد، 11 مارس 2012

نشرة الاخبار.

على عكس كل العاشقين..
لم تكن تذكره في ضوء القمر..أو صوت موجات البحر ..
أو أشجان غروب الشمس..
فدائما ما تذكرته في نشرات الاخبار!!
جلسته المعتدله..
لغته العربيه..
و طريقته الهجوميه..
حتى كلمات حبه لها كانت قصائد ثوريه..
و أحلام ديكتاتوريه..
تعدها بامتلاكه لها..
و هي..
عشقت قصائده..
كلماته العربيه..
و عشقت نشرات الاخبار .

السبت، 10 مارس 2012

الحان ساحره..

و كعادتها كل يوم وبعد ان ينام الجميع ..
تكافح لتنزل من سريرها العالي بالنسبه لساقيها القصيرين
تنظر من نافذة غرفتها للتأكد ان القمر فقط لا يزال مستيقظا يؤنسها..
و ينير دربها..
و تتسلل عبر ممر طويل..يفصل بين غرفتها و الشرفه ..
الشرفه المسحوره ..التي تزيد في عينيها بهاء كل يوم عما قبله..
و قبل ان تدخلها..تسابقت الى اذنيها نغمات البيانو الحالمه..
فتغمض عينيها و تقف لحظات تستمتع بها قبل ان تكمل طريقها..
و تصل الى قضبان الشرفه و تمسك بها..
تختلس نظرات الى ذلك الشخص ذو الظل الطويل..
و ظل مبهم يخفي ملامح وجهه ليكسبها تلك الرهبه في نفسها..
تتراقص أصابعه برشاقة متناهيه على المفاتيح..
لتنطلق نغمات من عالم ساحر..يأسر خيالها هناك 
و تتمنى الاتعود..
لليال وقفت تراقبه من بعيد.. وتتخيل ملامح هذا العازف الحالم..
تمنت ان تسأله من يكون..و سبب هذا الحزن الذي يبحر على امواج الحانه؟؟
 لكنها لم تفعل يوما..فدائما ما كانت تنام متمسكة بقضبان شرفتها ..
وتستيقظ لتجد انها في سريرها ..و لم يلحظ احدهم انها لم تكن هناك..
لكن يوما قررت ان تسأله..أن تعرف من هو ..
فتحت عينيها على نغماته ..فنزلت على سلالم القصر الى حديقة ذو الظل الطويل..
كانت النغمات تؤنس لها دربها و تزيد يقينها بوجوده..
أمسكت مقبض الباب..و أغمضت عينيها رهبة..
و بخيال سنين عمرها الخمس رأته و سمعت صوته..
لتفتح عينيها و باب حديقتها في ذات الوقت..
لجد الفراغ الهائل امامها..
و صفير الرياح يملأ اذنيها.. 

الأربعاء، 7 مارس 2012

كعكات الذكريات..

على ضوء شمعة تبدد قليلا من ظلمة أيامها..
و ألحان اغنيه دائما ما كان ينشدها لها..
وقفت وحيدة تصنع كعكات الذكلريات..
هي اعطتها هذا الاسم..
لكنه كان يسميها كعكات البهجه..
كانت تملأه فرحة عندما تغمر رائحتها الكون من حوله..
و يظل بقربها ينتظرها حتى تنضج..
ليحصل لنفسه على أول قطعه..
دائما ما كان يطلب ان تصنعها له..
كان يحبها بجنون ..و تكفيها دائما نظرة واحده لعينيه الصغيرتين لتدرك ما تعنيه له..
 عيناه اللتان تفيضان بالحياه..
تفيضان بالامل..
حتى تغمر أيامها..
لتحب كل لحظة تمر أكثر..
و تتمسك بخيوط عمرها القليله أكثر و أكثر..
فقط من أجله..
و على رائحة الذكريات..و صدى اسمها ذي الحروف الثلاث كسنين عمره و التي لم يناديها به سواه..
تهرب دمعة حائره..
لم تعرف بعد لنفسها اسما..
أدمعة ألم هي لفراقه؟؟
أم فرحة بجزء منها أصبح طيرا في الجنه....